للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأبى جهل أن يلتمس في القتلي، وقال: إن خفي عليكم انظروا إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت يوما وهو على مائدة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلمان، وكنت أسنّ منه، فدفعته فوقع على ركبتيه، فجحش جحشا على إحديهما (أى خدش خدشا لم يزل أثره به) فحمل عبد الله بن مسعود رأس أبى جهل بن هشام إليه صلّى الله عليه وسلّم، فسجد شكرا لله تعالى؛ لراحة المسلمين من هذا الفاجر، وكان يكنى أبا الحكم فكناه النبى صلّى الله عليه وسلّم أبا جهل، وهو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وأمه أسماء بنت مخرمة «١» بن نهشل.

استطراد: كان المغيرة بن عبد الله بن المعرض: الملقّب بالأقيشر، تزوّج بابنة عم له يقال لها الرباب، على أربعة الاف درهم، فأتى قومه فسألهم فلم يعطوه شيئا، فأتى ابن رأس البغل، وهو دهقان الصين وكان مجوسيا فسأله فأعطاه الصداق كاملا، فقال:

كفانى المجوسيّ بمهر الرّباب ... فدى للمجوسى خال وعم

شهدت عليك بطيب الأروم ... فإنك بحر جواد خضم

وإنك سيد أهل الجحيم ... إذا ما ترديت في من ظلم

تجاور هامان في قعرها ... وفرعون والمكتنى بالحكم «٢»

فقال المجوسي: ويحك سألت قومك فلم يعطوك شيئا، وجئتنى فأعطيتك فجزيتنى هذا القول! فقال: أما ترضى أن جعلتك مع الملوك وفوق أبى جهل!.

واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا؛ ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، وقتل من المشركين سبعون، وأسر سبعون، وانهزم الباقون، وغنم عليه الصلاة والسلام متاعهم، وكان من جملة الأسري: العباس عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.


(١) هي أسماء بنت مخرمة (فى الأصل: «مخزومة» ) .
(٢) يقصد أبا جهل لعنه الله.