فعرض هبار مع جماعة لطريق زينب ومنعها، وضرب زينب «١» بالرمح فسقطت عن ناقتها، وكانت حاملا، فألقت حملها ومرضت وماتت بهذا المرض، فغضب عليه النبى صلّى الله عليه وسلّم غضبا شديدا، وأهدر دمه؛ ولما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة جاء هبار رافعا صوته؛ وقال:«يا محمد أنا جئت مقرّا بالإسلام، وقد كنت قبل هذا مخذولا ضالا؛ والان قد هدانى الله للإسلام، وأنا أشهد ألاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» واعتذر إليه معترفا بذنبه، مظهرا لخجالته، فقبل النبى صلّى الله عليه وسلّم إسلامه، وقال:«يا هبار عفوت عنك، والإسلام يجبّ ما كان قبله» .
والسابع صفوان بن أمية، ولما علم أن النبى صلّى الله عليه وسلّم أهدر دمه يوم فتح مكة هرب مع عبد له اسمه يسار إلى جدة يريد أن يركب منها إلى اليمن، فقال عمير بن وهب الجمحي: يا نبيّ الله إن صفوان بن أمية سيد قومي، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر، فأمّنه عليك، فقال: هو امن، قال: يا رسول الله: أعطنى شيئا يعرف به أمانك، فأعطاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمامته التى دخل بها مكة، فخرج بها عمير حتّى أدركه بجدة، وهو يريد أن يركب البحر، فقال: يا صفوان فداك أبى وأمّي، واذكر الله في نفسك أن تهلكها، فهذا أمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرجع معه حتى وقف به على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال صفوان: هذا يزعم أنك أمّنتني؟ قال:
صدق، قال: فاجعلنى في أمرى بالخيار شهرين، قال: أنت فيه بالخيار أربعة أشهر صلّى الله عليه وسلّم فلما خرج النبى صلّى الله عليه وسلّم إلى حنين وهوازن، واستعار منه النبى صلّى الله عليه وسلّم مائة درع، فقال صفوان: أغصبا يا محمد؟ فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم:«بل عارية مضمونة» صلّى الله عليه وسلّم وحين قفل النبى صلّى الله عليه وسلّم من الطائف إلى الجعرّانة مرّ مع صفوان على شعب مملوء من الإبل والغنم وسائر أنعام الغنيمة، وكان صفوان يحدّ النظر إلى تلك الأموال، ولم يرفع بصره منها، وكان النبى يلاحظه، فقال: يا أبا وهب، أتعجبك هذه؟
قال: نعم، قال: وهبتها لك كلها، فقال صفوان: ما طابت نفس أحد بمثل هذا، إلا نفس نبى صلّى الله عليه وسلّم فأسلم هناك.
والثامن: حارث بن طلاطلة- وهو من جملة مؤذى النبى صلّى الله عليه وسلّم- وفي يوم فتح مكة قتله علي بن أبى طالب.
والتاسع: كعب بن زهير بن أبى سلمى المزنى الشاعر، صاحب- بانت سعاد-