للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصيدة المشهورة، وكان يهجو النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فجاء وهو جالس في المسجد فدخل وأسلم، وأنشأ قصيدته التي أوّلها:

بانت سعاد فقلبى اليوم متبول ... ...... [فلما بلغ إلي قوله:]

إن الرسول لنور يستضاء به ... مهنّد من سيوف الله مسلول

أنبئت أنّ رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اسمعوا ما يقول» ، وقيل: فرح النبي «١» صلّى الله عليه وسلّم وكساه بردته جائزة له: فلما كان زمن معاوية أرسل إلى كعب: أن بعنا بردة النبى صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما كنت لأوثر ثوب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحدا، فلما مات كعب اشتراها معاوية من أولاده بعشرين ألف درهم ونقل الملك المؤيد أبو الفدا إسماعيل صاحب حماة في تاريخه أنه اشتراها بأربعين ألف درهم، ثم توارثها الخلفاء الأمويون والعباسيون، حتى أخذها «التتر» انتهى.

والصحيح أن هناك بردتين: بردة كعب بن زهير، وهى التى اشتراها معاوية، وفقدت بزوال بنى أمية، والثانية هى التى أهداها صلّى الله عليه وسلّم لأهل أيلة في غزوة تبوك، وكتب لهم أمانا، واشتراها أبو العباس السفاح بثلاثمائة دينار، ولعلها هى التى أخذها التتر، وإلا فقد كانت عند الخلفاء يتوارثونها ويطرحونها على أكتافهم في المواكب جلوسا وركوبا، وكانت على المقتدر حين قتل وتلوّثت بالدم.

وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في الزهد عن عروة بن الزبير رضى الله عنه أن ثوب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى كان يخرج فيه للوفد، رداء حضرمي، طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراعان وشبر، فهو عند الخلفاء قد خلق وطووه بثياب تلبس يوم الأضحى والفطر صلّى الله عليه وسلّم انتهى.

ولعل هذا هو الموجود في الخزينة الخديوية المصرية «٢» .

وكان إسلام كعب في السنة التاسعة.


(١) فرح النبى صلّى الله عليه وسلّم بإسلامه، لا بشعره، وكساه النبى صلّى الله عليه وسلّم البردة تأمينا له حتّى يطمئن، وأما شعره فدليل على حسن إسلامه رضى الله عنه.
(٢) الان بمسجد مولانا الحسين رضى الله عنه في حجرة المخلفات الشريفة.