للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا لبعضهم: «إنه والله هو النبى المبشّر به في التوراة والإنجيل، وإنكم لو باهلتموه لحصل الاستئصال» فكان ذلك تصريحا منهم بأن الامتناع عن المباهلة إنما كان لعلمهم بأنه نبى مرسل من عند الله تعالى، ويؤيد هذا قوله صلّى الله عليه وسلّم «والذى نفسى بيده إن العذاب تدلّى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادى نارا، ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله، حتى الطير علي رؤس الشجر، ولما حال الحول على النصارى حتّى هلكوا كلهم» «١» .

* وفي هذه السنة قدم وفد الصدف و «وككتف» من كندة- ينسبون الان إلى حضرموت- في بضعة عشر نفرا، فأسلموا، وعلّمهم أوقات الصلاة، وذلك في حجة الوداع.

وفيها قدم وفد عبس.

وفيها قدم وفد عدى بن حاتم (فى شعبان) .

* وفيها قدم وفد خولان «٢» عشرة نفر، فأسلموا وهدموا صنمهم.

وكان قد وفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هدنة الحديبية قبل خيبر: رفاعة بن زيد


(١) وروى البخارى عن حذيفة رضى الله عنه قال: «جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريدان أن يلاعنا قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل؛ فو الله لئن كان نبيا فلاعنّاه، لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال: «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح، فلما قام قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هذا أمين هذه الأمة» . وهذا الحديث رواه البيهقى في دلائل النبوة مطولا جدا. وفي رواية ابن مردويه: «قدم على النبى صلّى الله عليه وسلّم العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه علي أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخذ بيد علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يجيبا، وأقرا له بالخراج، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والذى بعثنى بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادى نارا» وقضية المباهلة مشهورة جدا، إذ نزل فيها قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ [ال عمران: ٦١] .
(٢) خولان: اسم مخلاف من مخاليف اليمن (وهو بفتح الخاء) ينسب إلى خولان بن عمرو بن قضاعة.