للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وفيها قدم وفد طيء (فى خمسة عشر نفرا) يقدمهم سيدهم: زيد الخيل، وقبيصة بن الأسود (من بنى نبهان) فأسلموا، وسمّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زيد الخير، وأقطع له بئرا وأرضين معها وكتب له بذلك، ومات في مرجعه.

* وفي هذه السنة كانت حجة الوداع، وتسمى حجة الإسلام.

وسميت حجة الوداع لأن النبى صلّى الله عليه وسلّم خطب الناس فيها وأوصاهم، وقال: «لعلكم لا ترونى بعد عامى هذا» وودّعهم.

واختلف: هل كان صلّى الله عليه وسلّم فيها مفردا أو قارنا أو متمتعا، قال النووي: والصحيح أنه كان أولا مفردا، ثم أحرم بالعمرة بعد، وأدخلها علي الحج، فصار قارنا؛ فمن روى الإفراد فهو الأصل، أو القران اعتمد اخر الأمرين، أو التمتاع: أراد التمتاع اللغوي، وهو الانتفاع والارتفاق، وبه تنتظم الأحاديث.

وذلك أن النبى صلّى الله عليه وسلّم خرج حاجّا لخمس وعشرين من ذى القعدة سنة عشر، وكان معه من أشراف الناس جماعة، ومائة من الإبل عريا، ودخل مكة يوم الأحد لأربع خلون من ذى الحجة.

وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بيته متدهنا مترجلا «١» ، حتى أتى ذا الحليفة، وأحرم في ثوبين من نسج «صحار» «٢» : إزار ورداء، وخرج بنسائه جميعا، فدخل مسجد ذى الحليفة، فصلّى ركعتين، ثم ركب ناقته القصواء فلما استوت على ظهر البيداء أهلّ بالحج، ودخل صلّى الله عليه وسلّم مكة نهارا على راحلته، حتى انتهى إلى البيت، فلما رأى البيت رفع يديه فوقع زمام «٣» ناقته، فأخذه بشماله، فبدأ بالطواف بالبيت قبل الصلاة، ولم يستلم من الأركان إلا اليمانيّ والأسود، ورمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحجر إلى الحجر في الأشواط الثلاثة،


(١) مترجلا: ماشيا على الرجل، من ترجّل الرجل: إذا مشى راجلا.
(٢) صحار (بالضم) : هضبة عمان، مما يلى الجبل.
(٣) زمام الناقة: خطامها.