للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخطب صلّى الله عليه وسلّم قبل يوم التروية بيوم بعد الظهر، ويوم عرفة حين زالت الشمس «١» وهو على راحلته قبل الصلاة، والغد من يوم النحر بعد الظهر بمني، وساق في حجته مائة بدنة نحر منها ستين بيده بالحربة، ثم أعطى عليّا سائرها فنحرها، ولم يصم صلّى الله عليه وسلّم يوم عرفة، وصلّى الظهر والعصر بعرفة بأذان وإقامتين، ثم وقف بعرفة، ودفع حين غابت الشمس، فقصد في سيره «٢» ، ثم صلّى المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ثم بات بالمزدلفة، ووقف على ناقته القصواء حين أسفر «٣» ، ثم دفع ورمى جمرة العقبة يوم النحر على راحلته، ونحر بالمنحر، وقال: «كلّ منى منحرة» «٤» ، وحمل حصاه من «جمع» ثم كان يرمى الجمار ماشيا، ويرمى يوم الصدر راكبا، وكان يرفع يديه عند الجمار ويقف، ولا يفعل ذلك عند جمرة العقبة، وزار البيت يوم النحر، ونفر يوم الصدر، فنزل بالأبطح في قبة ضربت له، فلما كان في اخر الليل خرج فودّع البيت، ثم مضى من وجهه إلى المدينة.

وقال النبى صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أفضل أيامكم يوم النحر، ثم يوم القرّ، وهو اليوم الثاني.

انتهي.

[خطبة الوداع] : ولقيه عليّ بن أبى طالب بصدقات «نجران» وكان محرما فقال: حلّ كما حلّ أصحابك، فقال: إنى أهللت بما أهلّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فبقى على إحرامه. ونحر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الهدي عنه، وعلّم صلّى الله عليه وسلّم الناس مناسك الحج والسنن، وخطب الناس بعرفة خطبة بيّن فيها الأحكام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

«أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري، لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدا.


(١) يعنى عن كبد السماء.
(٢) يعنى سار سيرا قصدا، أى تمهل في سيره عن السرعة.
(٣) يعنى وقت الإسفار، وهو الوقت الذى يكون بعد الفجر وقبل طلوع الشمس.
(٤) أى ينحر الحاج في أى مكان منها.