للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال علماء السير: لمّا دفنها عليّ وقف على قبرها، وبكي، وقال:

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة ... وكلّ الذي دون الفراق قليل

وإنّ افتقادي فاطم بعد أحمد ... دليل علي ألايدوم خليل

وعن عطاء بن رباح قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أصابته مصيبة فليتذكّر مصيبته فيّ فإنها من أعظم المصائب» «١» .

[تعزية الخضر] ، وروى أنه جاءت من نبى الله الخضر عليه السلام التعزية، لأهل بيت النبوة بهذه المصيبة العظمي، يسمعون صوته ولا يرون شخصه «٢» ، فقال بعد أن سلّم عليهم وقرأ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ «٣» إنّ في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإيّاه فارجوا؛ فإنما المصاب من حرم الثواب» .

وقد ذكر الشيخ أبو إسحاق في «المهذب» أوّل باب التعزية: أنه يستحبّ أن يعزّى بتعزية سيدنا الخضر أهل بيت النبوة: «إن في الله ... إلى اخره» .

وكان الرجل من أهل المدينة إذا أصابته مصيبة جاء أخوه فصافحه، ويقول:

يا عبد الله اتّق الله، فإن في رسول الله أسوة حسنة. وقال بعضهم في ذلك:

اصبر لكل مصيبة وتجلّد ... واعلم بأنّ المرء غير مخلّد

واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوب تنوب اليوم تكشف في غد

وإذا أتتك مصيبة تشجي بها ... فاذكر مصابك بالنّبي محمّد


(١) هي مصيبة العمر وقاصمة الظهر.
(٢) ونصها من الروضة الندية ص ١٨٣ ج ١: «وأخرج الشافعى من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: «لما توفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجاءت التعزية: سمعوا قائلا يقول: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت؛ فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب» والخضر عليه السلام مختلف فيه: أهو نبى أم رجل صالح من المعمرين؟ وسيظهر اخر الزمان علنا ويحارب مع عيسى ابن مريم، وتحدث بينه وبين الدجال وقائع وحوادث كثيرة، ذكرت في كتب أعلام النبوة، والفتن والملاحم في اخر الزمان.
(٣) ال عمران: ١٨٥.