للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمدينة، وقد بلغت ستين سنة. وروى أن النبى صلّى الله عليه وسلّم طلّقها فأتاه جبريل، فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وروى أنه لما بلغ عمر طلاقها حثا على رأسه التراب، وقال: «ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا» . فنزل جبريل من الغد وقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر.

٥- ثم تزوج صلّى الله عليه وسلّم أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان، وكانت قبله تحت عبد الله بن جحش، فولدت له جارية سميت حبيبة، فكنيت بها، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة، وأصدقها عنه النجاشى أربعمائة دينار، وروى أربعة الاف، وبعث بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع شرحبيل بن حسنة، وهو الذى تولى نكاحها وكتب بذلك إلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقبل. وروى عن أم حبيبة أنها رأت في المنام كأن زوجها عبد الله بن جحش بأسوأ حال، وأرثّها، فلما أصبحت أعلمها أنه قد تنصّر وارتد، فثبتت علي الإسلام، وأكبّ على الخمر، فلم يزل يشربها حتي مات، ورأت في المنام أباها يقول لها: «يا أم المؤمنين» . ولما بلغ أبا سفيان تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم حبيبة ابنته، قال «ذلك الفحل لا يقدع أنفه» . وعن ابن عباس في قول الله تعالى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً (٧) [الممتحنة: ٧] ، قال: نزلت حين تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّ حبيبة بنت أبى سفيان، وقيل إن الذى ولى نكاحها عثمان بن عفان، وقيل خالد بن سعد بن العاص، وتوفيت سنة أربع وأربعين، وهى السنة التى حجّ فيها معاوية، وصلّى عليها مروان.

٦- ثم تزوج صلّى الله عليه وسلّم أمّ سلمة، واسمها هند بنت أبى أمية، واسمه حذيفة، ويقال سهل ابن المغيرة، القرشية المخزومية، وأخت عمار بن ياسر لأمه، وقيل من الرضاع، تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد انقضاء عدّتها أربعة أشهر وعشرا، وأعرس بها في شوال سنة أربع من الهجرة، روت عن النبى صلّى الله عليه وسلّم وعن أبى سلمة بن عبد الأسد، وفاطمة الزهراء، وروى عنها ابن عباس، وأسامة بن زيد، وخلق. ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، ويقال ماتت سنة اثنتين وستين، وعمرها أربع وثمانون سنة، وهى اخر أزواج النبى صلّى الله عليه وسلّم موتا، وقيل: