* ومن مواليه «أبو لبابة» واسمه «زيد بن المنذر» من بنى قريظة، كان لبعض عماته، فوهبته له، فأعتقه، وقيل: ابتاعه صلّى الله عليه وسلّم وهو مكاتب فأعتقه.
هؤلاء الموالي المشهورون، وله صلّى الله عليه وسلّم غيرهم، وقيل يبلغون أربعين مولى.
وأما مولياته صلّى الله عليه وسلّم:
* فسلمى أمّ رافع، ويقال؛ كانت مولاة لصفية عمّته، وهى زوجة أبى رافع، وداية فاطمة الزهراء، وقابلة إبراهيم بن النبى صلّى الله عليه وسلّم.
* وأم أيمن، واسمها بركة الحبشية، ورثها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أبيه، وهى أم أسامة بن زيد، كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وقيل: كانت لأم النبى عليه الصلاة والسلام، وكانت من الحبشة. فلما ولدت امنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما توفى أبوه، كانت أم أيمن تحضنه حتّى كبر، فأعتقها حين تزوّج خديجة، وزوّجها عبيدة بن زيد بن الحارث الحبشي، فولدت له أيمن وكنيت به، واستشهد أيمن يوم حنين، ثم تزوجها زيد بن حارثة بعد النبوّة فولدت له أسامة، وقيل:
أعتقها أبو النبى عليه السلام، وهى التى شربت بول النبى صلّى الله عليه وسلّم. وفي الشفاء «١» روى أنّ أم أيمن كانت تخدم النبى صلّى الله عليه وسلّم، وكان له قدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل، فبال فيه ليلة، ثم افتقده فلم يجد فيه شيئا، فسأل بركة عنه، فقالت: قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم، فقال: لن تشتكى وجع بطنك أبدا، وللترمذى «لن تلج النار بطنك» وصحّحه الدارقطني، وحمله الأكثرون على التداوي.
وأخرج حسن بن سفيان في مسنده، والحاكم والدارقطني، وأبو نعيم، والطبراني، من حديث أبى مالك النخعى يبلغه إلى أم أيمن أنها قالت: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الليل إلى فخّارة في جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها، وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبى صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا أم أيمن