للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفعل لابنه؟ هل كان يمكن أن يهب له النبوة لو كانت كسبًا فكيف وهي اصطفاء؟ نعم الأب عنصر من عناصر شتى تؤثر في الطفل، وتحفر له في الحياة مجراه. (١)

وكان من عجيب الشأن أن سمي محمدًا حيث وردت روايات ضعيفة عن أمه وجده أنهما اللذان سمياه محمدًا، ولكن عموم سنة العرب مغنيًا عن النقل، حيث قيام عبد المطلب بابن ابنه اليتيم، وسروره به، سلوى عن عبد الله بن عبد المطلب مما لا يحتاج إلى إثبات، خاصة وأن تسميته محمدًا أعظم وأشهر شيء في تاريخ الإنسانية إلى زوال الدنيا، وختنه وعمل له وليمة على عادة القوم، لم تصح بذلك روايات نعم مع أنه ثابت مشهور مما يحتاج معه إلى نظر وتأمل في إثبات التاريخ مع منهجنا الذي سرنا عليه في التدقيق وإخضاع السيرة للنقد الحديثى إن ذلك يحل مشاكل كثيرة في نقد الرواية، وإثبات التاريخ والسيرة وغيرها بذلك (٢).

إرهاصات مولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وهي إرادة الله تعالى في الأمور العظام التي يقضيها شرعًا وقدرًا أن يُوَطِّئَ لها بين يديها مقدمات وتوطئات تؤذن بها، وتدل عليها، وسنضرب لها أمثلة تبينها وتوضحها إن شاء الله تعالى (٣).

أولى هذه الأمور العظام في الدنيا والآخرة هي ولادته عليه الصلاة والسلام وقد تناول كتَّاب السيرة من مسلمين ومستشرقين هذه الإرهاصات وغيرها كلٌ بحسب منهجه في


(١) انظر مهدي رزق الله "السيرة النبوية" (١٠٩)، وكذلك محمد الغزالي "فقه السيرة" (٥٩).
(٢) نقد الروايات، ضعفها مع اشتهار الوقوع، فهل للواقع، والشهرة، وموافقة عادات القوم وغيرها لها تأثير في تصحيح وقوع الحادثة بغض النظر عن السند؟!.
(٣) انظر ابن القيم، زاد المعاد، (٣٠٩/ ٣)، تحقيق شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، طبعة الرسالة.

<<  <   >  >>