للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، وعاداتهم من قديم، مما يؤكد أقرب الأسباب المذكورة التي لم يجادل فيها أحد بما يثبت بما لا يدع مجالاً للقول أو منفذًا للشك أن أخلاقه وسيرته كانت مشتهرة بين القوم، وتناقلها الإخباريون كلهم والرواة، ولم يردها أحد، أو يجادل ويشكك في وجودها حينئذ أحد (١).

وقد خطب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خديجة من أبيها خويلد بن أسد (٢) فزوجه منها، وذهب ابن إسحاق إلى أن خديجة كانت في الثامنة والعشرين من العمر، وذهب الواقدي (٣) إلى أنها كانت في الأربعين، وأن الذي تولى زواجها هو عمها عمرو بن أسد لأن أباها قد هلك قبل يوم الفجار، وهي الحرب بين قريش وحلفائها من جهة، وقيس عيلان من جهة أخرى، ولكن الراجح أن أباها هو الذي ولى نكاحها، لأن الأحاديث في ذلك أقوى، ويعتضد بعضها ببعض. (٤)

تزوج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخديجة، وسكن في بيتها، وولدت له أولاده جميعًا، ذكرين القاسم - وبه يكنى - وعبد الله الملقب (بالطيب والطاهر) وأربع بنات هن زينب وأم كلثوم وفاطمة ورقية وهذا يرجح رواية ابن إسحاق في أنها كانت في الثامنة والعشرين من


(١) ابن اسحاق، وابن هشام، "السيرة النبوية" (١٢١ - ١٢٢/ ١).
(٢) الزهري، "المغازي النبوية" (٢٤)، وابن إسحاق، السيرة النبوية لابن هشام، (١٢٢/ ١).
(٣) ابن سعد، الطبقات (١٣٢ - ١٣٣/ ١)، الطبري (٢٨٢/ ٢)، ووافقه على ذلك السهيلي، "الروض الأنف" (٢١٣/ ١) وابن سيد الناس، "عيون الأثر" (٥٠/ ١)، وابن عبد البر، "الاستيعاب" (٢٨٠/ ٤)، والشامي، "سبل الهدى والرشاد" (٢٢٤/ ٢)، وانظر د. مهدي رزق الله، "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (١٣٤ - ١٣٥)، وأيد ابن حجر أن أباها زوّجها "فتح الباري" (١٣٤/ ٧)، وانظر د. أكرم العمري، "السيرة النبوية الصحيحة" (١١٣/ ١)، وذهب محمد بن رزق بن طرهوني، "صحيح السيرة النبوية" (السيرة الذهبية) إلى صحة تزويج أبيها إياها، وهو سكران (٢١٥ - ٢١٦/ ١).
(٤) د. مهدي رزق الله، "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (١٣٥).

<<  <   >  >>