للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكل مشكلة، والإسهام الايجابي الفعال الذي من شأنه أن يعيد حقًا، أو يقيم عدلاً، أو يواسي ويقف ويعين إلى آخر ما ذكرت خديجة عن إسهاماته الفذة غير المعهودة في تلك البيئة حتى لقبوه بذلك، وأودعوه أماناتهم، وهم يخالفونه في الدين، فقد ترك علي بن أبي طالب في الهجرة ليرد للكفار أماناتهم التي استودعوه إياها إذ لم يكن مثله أحد يمكن الثقة فيه مع مخالفتهم له.

وكان عمله في بناء الكعبة، وإيقاف نزيف الدم المنتظر، ووأد الفتنة أحد الأنشطة التي قام بها.

نأتي لتعليق "وات" على هذه الجزئية لنناقشه فيها:

و"وات " كما دللنا بالمواضع التي ذكرنا من قبل لم يترك شيئَا من حقائق السيرة إلا حاول بكل ما أوتي أن يلويها ويغيرها، ويذهب بها بعيدًا عن سياقها، ويدمر معانيها، وما لم يستطع أخفاها كأن لم تكن، ولم يقرأها كأن على بصره كما على قلبه غشاوة، ونبرهن على قليل من فيضه بهذه الجزئية، فهو لم ير في الفترة من زواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخديجة - رضي الله عنها - إلى أن أتاه الوحي إلا ثلاث آيات من سورة الضحى، وتلخيص كلام "وات"، وهو نفس كلام "بروكلمان" (١) أنه لا يصح في هذه الفترة من معلومات نستدل بها عليها، إلا ما حدث فيما بعد، مثال ذلك آيات في سورة الضحى، وهي قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} ويقول وستأتي إشارات أخرى عن هذه السنين المجهولة في سياق الحديث.


(١) ولد بمدينة روستوك بألمانيا، درس الآرامية والسريانية والعربية والحبشية، درس على يد نولدكه ومارتن فيلبى، ظهرت الطبعة الأولى من كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية»، عام ١٩٣٩ م، والطبعة الإنكليزية ١٩٤٧ م، له العديد من الدراسات خاصة في مجال التحقيق.

<<  <   >  >>