الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: ٦] وسمع منهم ما يدل على إرسال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهؤلاء مترجم لهم في الهامش (١).
ونعلق على ما ذكرنا قبل الاتجاه إلى القرآن الكريم ما نبين به ذلك الموضوع وما ورد فيه فنقول:
لقد أطلنا ذيل الحديث ببحث ما سبق حتى يكون دليلاً له قيمته عند مناقشة "وات" وغيره، حتى لا يقال إنها حادثة أو اثنتين لا يمكن البرهان بهما على ما نحدو بصدده، أما تعاضد الأدلة بكثرتها فإنه لا يدع مجالاً للّمز أو التهوين أو التأويل حتى لا يجد المنصف المتبع للأمانة العلمية إلا التسليم بصحة القضية.
إن هذه الأخبار تفسر ما جاء في القرآن الكريم من ذكر هذه البشارات، وأن تعددها يظهر بما لا مجال للشك فيه صحة تفسيره لكثرة ما ورد في الكتاب العزيز وهذا فيه من الإفحام للمجادلين، وإظهار الحق ما يحملهم على الإيمان بنبوته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو مقصد الكتاب الكريم من هداية البشر إلى الحق سبحانه وتعالى.
(١) زيد بن عمرو بن نفيل العدوى أبو سعيد، مات قبل البعثة بخمس سنين وكان يوحد الله تعالى على دين إبراهيم وينكر على قريش ذبحهم لغير الله (انظر الإصابة)، قس بن ساعدة الإيادى البليغ الخطيب المشهور، كانت العرب تعظمة في الجاهلية وقد سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حكمتة وهو أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية وأول من تؤكأ على العصا في الخطبة وأول من قال أما بعد (انظر الإصابة)، أبو ذر الغفارى: أصح ما قيل في إسمه جُندَب بن جناده من بنى غِفَار وأمه رملة بنت الوقيعة الغفارية وهو من أكابر الصحابة، أسلم بعد ثلاثة أو أربعة ثم إنصرف إلى بلاد قومه وأقام بها حتى قدم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة بعد الخندق خرج بعد وفاه أبى بكر إلى الشام ولما ولى عثمان إستقدمة وأسكنة الربذة فمات بها سنة إثنين وثلاثين (انظر الإستيعاب) (١ - ٣٩٦)، عمرو بن عبسة السلمى، أبو نجيح، قدم مكة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بعاظ =وكان يقول أنا رابع الإسلام، ثم رجع إلى قومه بنى سليم ثم قدم المدينة بعد الخندق وكان يعتزل الأصنام في الجاهلية (معرفة الصحابة بتصرف)، سواد بن قارب الدوس كذا قال بن الكلبى وقال بن أبى حيثمة السدوس، قال أبو حاتم له صحبه، وكان شاعراً ويتكهن في الجاهلية قبل أن يسلم (انظر الإصابة).