هاتان الآيتان الكريمتان جاءتا في سياق قصة موسى عليه السلام، استطرادًا بذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وتنبيهًا على أوصافه التي يعرفونها، وأمرًا بالإيمان به؛ إذ فيه بقاؤهم وظفرهم في الدنيا والآخرة.
وقد خاطبت هذه الكلمات المنيرة أولئك الكتابيين في مكة، وهو خطاب لكل أحد من الناس جميعًا إلى يوم القيامة بأن هدايتهم، ورحمتهم وفلاحهم في اتباع هذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتزام شريعته ونلاحظ ما يلي:
أولاً: أن الآية الأولى قررت أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكتوب عند اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل، وأنه معلوم لديهم معروف عندهم، وأن صفاته يجدونها في التوراة والإنجيل، حيث يأمرهم بمكارم الأخلاق التي افتقدوا، ويحملهم على عظيم الصفات التي تصلح بها
(١) الترمذي عن جابر (٣٣٣٩)، وصححه ابن العربي، باب ومن سورة المدثر.