ثالثًا: اختراعه لوقائع لم تحدث يظن أنه كمؤرخ لابد أن يفترضها هكذا بكل صفاقة حتى يستقيم له بحثه، فلا يبحث في الواقع كما هو وحيثما وجهه البرهان والدليل توجه وإنما يؤلف تاريخًا لم يحدث ولم يقع ليصل به إلى النتيجة التي أعدها قبل الشروع في البحث فليس بحثًا ذلك وإنما تذكرة مشاكلة، فهو نتيجة قد أعدها يريد أن يصل إليها بغير مشروع من البحث ولا مقبول من الموضوعية المدعاة، والحياد المزعوم ومثل ذلك افتراض أن وحيًا قد نزل قبل سورة اقرأ التي هي أول ما نزل من القرآن الكريم (١)، وكل كتاباته كذلك، ولذا سنعقب على كل كلام في حينه بما يزيده توضيحًا إن شاء الله تعالى.
(١) "وات"، محمد في مكة (١٢١)، ترجمة عبد الرحمن الشيخ وآخر.