للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واتجاهاتها جميعاً، وتنتهي في خاتمة المطاف إلى الله لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة.» (١)

تعريف الأخلاق عند الفلاسفة:

وتجدر الإشارة هنا إلى ذكر شيء مما قاله الحكماء والفلاسفة من المسلمين ومن غيرهم في تعريف الأخلاق، لنرى مدى ارتباط هذه الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومدى تحققها فيه إلى أقصى غاية ممكنة، وبالتالي من حيث شعروا أو لم يشعروا، نرى مدى بناء هذه الشريعة على تلك الأخلاق وتأسيسها عليها، وفي ذات الوقت يكون ردًا على هؤلاء المستشرقين الذين عاثوا فساداً في دين الإسلام، وأخلاق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

نقل أسعد الحمراني عن "معجم لاروس" بأن الأخلاق: "هي علم تحديد معايير وقواعد السلوك، أو هي علم التعرف على الحقوق والواجبات" (٢).

وذكر الحمراني أيضاً أن علم الأخلاق: "هو جملة القواعد والأسس التي يعرف بواسطتها الإنسان معيار الخير في سلوك ما، أو مدى الفساد والشر المتمثل في سلوك آخر (٣).

وإن كان هذا هو تعريف الأخلاق عند الغربيين، فإن تعريف المحدثين والقدماء مما يبين جوانب الموضوع، ويوضح ملامحه، حتى إذا جئنا لتعريف الحكماء والفلاسفة والعلماء المسلمين للأخلاق اكتملت الصورة، وحينئذ نطبق هذه الصورة المكتملة للتعريف على


(١) انظر سيد قطب "في ظلال القرآن" (٦/ ٣٦٥).
(٢) انظر اسعد الحمراني "الأخلاق في الإسلام والفلسفة القديمة" (١٥) حيث نقل هذا التعريف عن "معجم لاروس" الصادر في باريس ١٩٣١ م.
(٣) المصدر السابق.

<<  <   >  >>