للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مراحل الدعوة خلال حياة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

ذكر الدكتور البوطى (١) - وتبعه جمع من كُتَّابِ السيرة اعتماداً على فهمهم لكلام ابن اسحاق (٢) - أن مراحل الدعوة في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربع مراحل:

المرحلة الأولى: الدعوة سرا واستمرت ثلاث سنين.

المرحلة الثانية: الدعوة جهرا، والكف عن القتال. واستمرت إلى الهجرة.

المرحلة الثالثة: الدعوة جهرا مع قتال المبتدئين بالقتال واستمرت إلى صلح الحديبية.

المرحلة الرابعة: الدعوة جهرا، مع قتال من يقف في سبيل سير الدعوة) (٣) (.

ولابد من وقفة مع الدعوة قبل النظر في تلك المراحل، فيما تدعو إليه، ووسائلها، وما ينبغى أن يتسلح به الدعاة إلى الله تعالى ليحققوا دعوتهم وينجحوا فيها، وذلك ما أدته الآيات الأولى النازلة من الله تعالى إلى رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سورة المزمل والمدثر وغيرهما مما نشير إليه لأنه منهج هذه الدراسة.

ونشير في هذا السياق إلى سورتى المزمل والمدثر، فإن قلنا بقول جمهور المفسرين إن المزمل نزلت قبل المدثر، فيكون فيها الأمر بالتهيؤ وإعداد النفس لتحمل أعباء الرساله حيث بينت وسائل ذلك وطرقه، ونبدأ بما بدأت به السورة حيث يقول المولى سبحانه:


(١) البوطى، فقة السيره، (٧٦).
(٢) ابن هشام، السيرة النبويه (١/ ١٦٧).
(٣) ذهب محمد عزة دروزة إلى أن الدعوة بدأت علنية وبقوة خلافا لما روى من أنها بدأت سرية (محمد عزة - سيرة الرسول) (١/ ١٦٢) قد دلل على ذلك بدراسته القرانية للسيرة، ويذهب الباحث إلى هذا الرأى وإن كان هناك توفيقا بينهما فليس إلا أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمن أمن به أن يخفى إيمانه خشية أن تفتنه قريش في دينه، وكان يدعو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستخدما الحيطة والحذر في خطواتة.

<<  <   >  >>