للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولست بساقيكما قالا فهل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر وأخذ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الضرع فدعا، فحفل الضرع، وأتاه أبوبكر بصخرة منقعرة، فحلب ثم شرب هو وأبو بكر ثم سقيانى. ثم قال للضرع: اقْلُص فقلص، فلما كان بعد أتيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قلت علمنى من هذا القول الطيب – يعنى القرآن – فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعنى فيها أحد». (١)

وذكرت رواية أنه كان سادس من أسلم.

ولا شك في تقدم إسلام خباب بن الأرت، وروى أنه السادس في الاسلام (٢)، وكذلك تقدم إسلام بلال الحبشى، وكان عبداً رقيقاً فاشتراه أبو بكر وأعتقه. (٣)

وقد ثبت أن عمار بن ياسر أسلم مبكراً فقد قال عن نفسه: «رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر». (٤)

ونذكر تكملة لذلك من غير قريش ومن خارج مكة قصة عمرو بن عبسة السلمى، فقد كان يرى نفسه رابع أربعة، هم أول المسلمين حيث يقول: «فلقد رأيتنى إذ ذاك ربع الإسلام». (٥)


(١) أحمد، المسند (١/ ٣٧٩)، وابن أبى شيبة، المصنف (١١/ ٥١٠)، وابن سعد، الطبقات (٣/ ١٥٠)، وصحح الذهبى إسناد الحديث في سير أعلام النبلاء (١/ ٤٦٠).
(٢) ابن أبى شيبة، المصنف (١٢/ ١٤٩).
(٣) أحمد، فضائل الصحابة (١/ ١٨٢ - ٢٣١)، بأسانيد صحيحة، وابن سعد، الطبقات (٣/ ٢٣٣)، والحاكم، المستدرك (٣/ ٢٨٤)، وصححه ووافقه الذهبى. وحديث العتق في البخاري، فتح الباري (٧/ ٩٩).
(٤) البخاري، فتح الباري (٧/ ١٨ - ١٧٠)، أما الأعبد فهم بلال وزيد بن حارثة وعامر بن فهيرة وأبو فكيهة، ويحتمل أن الخامس شقران، وأما المرأتان فخديجة رضى الله عنها، وأم أيمن أو سمية، ابن حجر فتح الباري (٧/ ١٨).
(٥) أحمد، المسند (٤/ ١١٢)، وطبقات ابن سعد (٤/ ٢١٥)، وتاريخ الطبرى (٢/ ٣١٥)، بإسناد حسن، وانظر د. أكرم العمرى لما سبق، السيرة النبوية (١٦٠).

<<  <   >  >>