للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولتقديم المسند إليه، والعناية بالمعد لهم، كانت الآية الوحيدة في نظائرها التى حذف فيها من - من تحتها الانهار - لوجود التأكيد والعناية فلا يحتاج إلى من التى ليست إلا للتأكيد مع أسماء الظروف. (١)

اتضح من الآية سيرة وتحليلاً علو الرتبة لأولئك المسلمين الأوائل في الدنيا والآخرة، وفي كل مجالات التضحية والبذل لنشرالاسلام ورفع رايته، ونقف الآن مع «وات» بما سور من صفحات في سيرتهم طمساً لكل أسس السيرة وقواعدها كما فهمنا من منهجه لنبين موقفه مع إسراع الرد وإيجازه عليه، وإن كنا بعد هذا العرض المصغر، لا نحتاج لدفعٍ، ولكن ما باليد حيلة.

ونبدأ كلام "وات" بهذه النظرية التي وضعها، حيث يقول: لما كان النُبل يكون مبدئياً في الإسلام على الإخلاص لقضية الأمة الإسلامية، فقد استغل المسلمون حقوق أجدادهم في النبل والكرامة، ولهذا يجب معالجة أخبار المسلمين الأوائل بحذر. فإذا ما وجدنا أن أحفاد شخص ما، أو المعجبين به يعلنون أنه كان من بين العشرة الأوائل، فمن الحذر الافتراض أنه كان على الأغلب الخامس والثلاثين بينهم (٢).

وهذه النظرية من "وات" لا تحمل سوى التشكيك والسخرية التى حملته على التناقض والمغالطة ومخالفة الواقع والادعاء الباطل، إلخ .. ولذا صدق هذا النقد بقولنا:

أولاً: أن المسلمين يقوم إخلاصهم لقضية الإسلام على النبل، فإذا كان النبل هو الحامل على الإخلاص فلماذا لم يؤمن كفار قريش وفيهم من النبلاء كُثُر، فضلاً عن إخلاصهم للإسلام، خاصة وإن من كانوا نبلاء في الجاهلية (٣)، كانوا هم النبلاء في الإسلام،


(١) انظر لما سبق ابن عاشور، التحرير والتنوير (١٠/ ١٧ - ١٩).
(٢) Mohammad at Mecca p. ٨٦.
(٣) حديث خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا.

<<  <   >  >>