للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن أول مقصود بهذا الخطاب القرآنى هم المسلمون الأوائل بلا دفع، وتلك قيمتهم ومنزلتهم، وهذه عاقبتهم ومآلهم.

والأنصار جمع نصير، وهو الناصر، وهو بهذا الجمع علب على الأوس والخزرج الذين آمنوا بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حياته أو بعد مماته، وعلى أبنائهم إلى آخر الزمان، ويطلق على أبناء المنافقين الذين نشأوا مسلمين حقاً.

{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} ..

هم الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في الإيمان، وأما الأحسان فهو العمل، والباء للملابسة أي اتبعوهم في الإيمان وهم متلبسون بالعمل الصالح الممدوحين عليه والذى اقتدوا فيه بالسابقين، وما بعثهم على ذلك إلا إلاخلاص، ومن ثم فهم محسنون، وما ذكر الاحسان هنا إلا لأن من أتى بعد السابقين الأولين منهم من آمن اعتزازاً بالمسلمين لما صاروا كثرة في المدينة، ومنهم من آمن وفي إيمانه ضعف وتردد كالمؤلفة قلوبهم فربما نزل بهم إلى النفاق وربما ارتقوا إلى الإيمان الكامل، ولذلك قيد الاتباع بالاحسان حتى يدخلوا في وعد الله لهم بالرضا وإعداد الجنات.

وجملة: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}، خبر عن {وَالسَّابِقُونَ}، وقدم السابقون المسند إليه، على خبره الفعلى لقصد التأكيد والتقوية.

ورضوا عنه أنه أعطاهم حتى بلغوا الرضا عن الله تعالى، وهو إذ يعطيهم إنما يمدحهم، وهو من أجل الدرجات وأعلى المنازل.

وزادها بالإعداد لهم، أي التهيئة الدالة على العناية والكرامة بهم، الذى يؤذن بكمال الاهتمام حتى لا يكون ماهيأ لهم إلا أكمل نوع.

<<  <   >  >>