متنه، ولا تصح نسبته (١)، وهذه القواعد لا علاقة لها بالسياسة، ولا بالمجاملة، بل هي قواعد تعتنى بمعرفة الصحيح وغيره من حيث هو بغير علاقات أخرى، والدارسون لذلك من المستشرقين يعلمون ذلك لا يمارون فيه.
ثالثا: نرد على فكاهة "وات" كذلك وهي أن من المعجبين بشخص من يلفق له ويكذب أنه من السابقين الأوائل إلى الإسلام، والرد هو أن الأحفاد أو المعجبين بشخص لا يمكن أن يخفى كلامهم، وبالتالى لابد حسب منطق الاشياء أن يكون مجال أخذ ورد، إذ لابد أن يجد من يقول له كذبت ليس منهم أو أخطأت لم يكن سابقاً إلى الإسلام أما أن يجتمع كل هذه الالاف في كل الاقطار على ذلك، فلابد أن يكون صحيحاً، ولا نعلم من المعجبين بهم في ذلك إلا على بن أبى طالب حيث أورد له الشيعة، الصحيح والباطل، لينسبوا إليه ذلك، وهو - رضي الله عنه - ليس في حاجة إلى ذلك، وإن "وات" نفسه قد أثبت أنه من الأولين، وهي لطيفة من لطائف "وات" أن المعجبين والأحفاد أثبتوا له ذلك، ولم يتحفظ "وات" ولم يحذر كما يطلب منا.
أما الفكاهة الأصلية فهى أن "وات" يزعم أن كل من قيل عنه إنه من السابقين فهو الخامس والثلاثون في القائمة، ولا يدرى أي بحث هذا أم أنه يريد أن يضحكنا ولمَ الخامس والثلاثون وليس الرابع والثلاثين، حتى سخريته وفكاهته لا تحمل إلا الكذب ومخالفة الواقع إذ أن الخامس والثلاثين في القائمة ليس أياً ممن ذكر "وات".
أم أن المتقدمين الأوائل رضوان الله عليهم قد حجزوا المقعد الخامس والثلاثين لمن سيأتى من الأحفاد والمعجبين ليضعوا فيه جدهم أو محل أعجابهم!؟ فخالفوا ذلك ووضعوهم في العشرة الأوائل، أو ضاق المقعد بالمعجبين فوزعوهم على المقاعد الأولى الفارغة!!؟
(١) انظر عبد الله النعيم، الاستشراق في السيرة النبوية (٨٣).