للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعاً: يذكر "وات": ومثلاً قول الطبرى إنه بعد هؤلاء الثلاثة، على وزيد وأبو بكر الذين كانوا أول من انتمى إلى الإسلام يأتى عدد من المسلمين الذين جاء بهم أبو بكر موضع شك؛ لأن هؤلاء الرجال المذكورين هم في الحقيقة الخمسة الذين أصبحوا القادة على حين وفاة عمر، فقد عينهم لتأمين انتخاب الخليفة. وإنه من الصعب القول بأن هؤلاء الخمسة أنفسهم قد جاؤوا معاً إلى محمد قبل عشرين سنة عند بدء الإسلام. وأسماؤهم هي عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبى وقاص، طلحة بن عبيد الله. (١)

والرد على "وات" أين الحذر من الأحفاد والمعجبين في هذه القصة، وأين هم أصلاً ليضعوا هؤلاء الخمسة في السابقين إلى الإسلام.

إنهم كانوا من السابقين حقاً إلى إلاسلام، وإلا فأين مصادر "وات" التى تثبت خلاف ذلك وليس له إلا مصادر الإسلام، وقد انتفى حذره من الأحفاد والمعجبين، فماذا بقى له من تخوف لتكون المصادر قد نقلت الحق والواقع كما هو، أم أنه كان يريد أن يلفقوا له مصادر تنفى الحق لتكون حقاً في نظره عجيبة طريقة البحث هذه ليست بحثاً إنها تشكيك لا سند له ولا منطق ليت لهذا التشكيك - بعد كلامه هو - ذرة من دليل يؤيده والمتصور المعقول هو أن عمر - رضي الله عنه - قد اختار هؤلاء الخمسة لسبقهم إلى الإسلام إذ تلك عادته في تقديم الصحابة ومجلس مشورته، فإذا بفعل عمر هذا عند "وات" يصبح مادة الاشتباه في صحة سبق هؤلاء الخمسة إلى الإسلام، وتلك عجيبة العجائب في قلب الحقائق رأساً على عقب. فبدلاً من أن تكون الحادثة دليل سبقهم صارت شبهة عدم سبقهم!! (٢)


(١) moh. At mecca ٨٦ - ٨٧ ، op. cit pp. ٨٦ - ٨٧.
(٢) انظر عبد الله النعيم، الاستشراق في السيرة (٨٣ - ٨٤).

<<  <   >  >>