للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن ما ظهر من دراسة السيرة في السنة النبوية والقرآن الكريم كما وضحنا لتظهر القيمة العليا لأولئك الأبرار الأُول الذين لم يكن لهم هم ولا توقع ولا انتظار لدينا حتى يشغلهم صراع طبقى مدعى، أو غيره مما لا يسير إلى نفس الاهداف وبالطريقة التى حددها لهم الله تعالى.

إنما كان شغلهم الدائم هو: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)} [الغاشية: ٢١]، مهما لاقوا في سبيل ذلك لا يثنيهم عن المضى فيه شيء، قدوتهم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كل ذلك ابتغاء وجه الله الأعلى.

إن قضية الإسلام كانت تعترضها أفكار الملأ وتخوفاتهم على زعامتهم أن تنقل لسيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندما يدينون له بالطاعة لله، وهو ما رفضوه اعتباراً لدين آبائهم وتقاليدهم وخشية على مصالحهم وزعامتهم، أما الشباب فلم يكونوا على هذا الفكر، خاصة مع البحث واللهث عن الحق الذى يدينون به والذى لم يجدوه في يهودية ولا مسيحية وأصنام.

نكتفى بالرد عند هذا الحد على "وات" خاصة، وأن كلامه لن يغير من الواقع والتاريخ شيئاً، ولا هو يزيد علماً ومعرفة وتبيينا لحقائق التاريخ، فهو لا يزيد على قليل من الغبار الاسود الداكن يود أن يحجب به وجه الشمس المشرق، وأن يلوى به أعناق البحث العلمى الصلب المتأبى على التدليس.

<<  <   >  >>