للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن أسلوب الوثيقة يدل على أصالتها (١)، فأسلوبها وجملها وما تكرر فيها، ينم على مألوف أساليب العصر المدني، وإن تشابهها، بل واستخدام نفس الجمل مع أساليب كتب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأخرى ليعطيها قوة ويكسبها الثقة (٢).

شواهد على فقرات الوثيقة قرآناً وسنة وتأريخاً:

نذكر بعض الشواهد التى تدل على صحة الصحيفة، من القرآن والسنة وكتب التاريخ، حتى نرد بذلك على القائلين بخلافه، ونبين تهافت كلام"وات".

ونبدأ بالتاريخ لنصل إلى الأعلى، حيث ذكر المؤرخون فقرات معينة، وردت في الصحيفة كالطبري (٣) حيث أشار إلى كتابة المعاقل، وكذلك ابن سعد (٤) أشار إلى كتابة المعاقل بين المؤمنين، وأن لايترك مُفرح في الإسلام، ولا يقتل مسلم بكافر، وعبد الرزاق الصنعاني (٥)، أشار إلى العقل على العاقلة، وأن ذلك بلغهم عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما في الكتاب


(١) صالح العلى، تنظيمات الرسول الإدارية في المدينة، ص ٤ - ٥ - .
(٢) محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية، وفيها تلك المقارنات التي تثبت صحة الوثيقة.
(٣) الطبري، التاريخ، (٢/ ٤٨٦)، وهو أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد، المؤرخ، المفسر، الإمام، ولد في أمل طبرستان سنة ٢٢٤ هـ، واستوطن بغداد وتوفى بها سنة ٣١٠ هـ، قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق المؤرخين، انظر الأعلام للزركلى (٦/ ٦٩).
(٤) ابن سعد، الطبقات، دار صادر بيروت، وهو محمد بن سعد بن منيع الزهرى، مولاهم، أبو عبد الله، مؤرخ، ثقة، حفاظ الحديث ولد بالبصرة سنة ١٦٨ هـ، وسكن بغداد وتوفى بها سنة ٢٣٠ هـ، صحب الواقدى المؤرخ وعرف بكاتب الواقدى قال عنه اعطيت في تاريخ بغداد: بن سعد من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه، انظر الأعلام للزركلى (٦/ ١٣٦).
- المفرح: المثقل بالدين كثير العيال.
(٥) المصنف (٩/ ٢٧٣ - ٢٧٤) بإسناد صحيح، لكنه مرسل، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة بيروت، المكتب الإسلامي، ١٣٩٢ هـ، وهو ابن همام بن نافع الحميرى (١٢٦ - ٢١١ هـ)، مولاهم، أبو بكر الصنعانى، من حفاظ الحديث الثقات من أهل صنعاء، كان يحفظ نحو من سبعين عشر ألف حديث، قال عنه الذهبى: هو خزان علم، انظر الأعلام للزركلى (٣/ ٣٥٣).

<<  <   >  >>