للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلام (١) ولكن من طريق الزهري (٢) موقوفة عليه، وقد وردت الصحيفة ذاتها من رواية الزهري أيضاً، في كتاب الأموال (٣) لابن زنجويه (٤).

أما صحة الوثيقة، فلا شك أنها تصلح أساساً للدراسة التاريخية؛ التى لاتتطلب عادة تلك الشروط العالية، من صحة الإسناد التى لابد أن تتوفر فيها، للاستدلال على الأحكام التشريعية، وقد ذكرنا صلاحيتها لذلك، للأسباب الآتية:

١ - أنها وردت من طرق كثيرة، تتضافر في إكسابها القوة، والزهري علم من رواد كتاب السيرة، وهو من أوثق أهل العلم والرواية.

٢ - أن أهم كتب السيرة والتاريخ، ذكرت موادعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لليهود، وأنهم جميعهم - أي: القبائل الكبيرة المعلومة في التاريخ - هي التي نقضت عهودها، وإلا ما معنى أن ترد الروايات التاريخية، المدعومة بالقرآن الكريم في مهاجمتهم، وإخراجهم من المدينة المنورة، وما ذلك إلا لسبق العهود القوية، التي نقضوها مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما ذكرت الروايات كتابتها - أيضاً - بين المهاجرين والأنصار.


(١) انظر أبا عبيد القاسم بن سلام، الأموال (٥١٧)، وهو الهروى الأزدى الخزاى، بالولاء، الخرسانى البغدادى، أبو عبيد، من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقة ولد بهراة سنة ١٥٧ هـ، وتوفى بمكة سنة ٢٢٤ هـ، انظر الأعلام للزركلى (٥/ ١٧٦).
(٢) الزُهْري: (٥٨ - ١٢٤ هـ)، محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهرى، من بنى زهرة بن كلاب من قريش، أبو بكر، أول من دون الحديث وأحد أكابر الحفاظ والفقهاء، تابعى من أهل المدينة، كان يحفظ ألفين ومئتى حديث، انظر الأعلام للزركلى (٧/ ٩٧).
(٣) ابن زنجويه، كتاب الأموال، ص ٧٥، تحقيق د. شاكر ديب فياض.
(٤) ابن زنجويه: حَمِيْد بن زيجوية، أبو أحمد، الإمام، الحافظ الكبير اسمه حميد بن مَخْلَد بن قُتيبة الأَزْدِى النسائى مولده في حدود سنة ١٨٠ هـ، وتوفى سنة ٢٥١ هـ، على الصحيح، حدث عنه أبو داود والنسائى والبخاري ومسلم وإبراهيم الحربى وأحمد بن حنبل كثير الحديث قديم الرحلة إلى الحجاز ومصر والشام والعراقيين، انظر سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٩).

<<  <   >  >>