للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفروق لغوية، وبعض البنود تكرار لبنود أخرى، وتعالج نفس المسائل (١).

مع افتراض أن البنود ١٥، ١٦، ١٩، ٢٣ تمثل نص اتفاق أصلى، وقع بين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقبائل المدينة في العقبة (مكة)، ثم أضيفت بنود جديدة إلى هذه البنود، بين وقت وآخر حسب الحاجة، كما حذفت البنود القديمة ... هناك مسائل كثيرة غامضة خاضعة للفرضيات) (٢) (.

هذه اعتراضات "وات" كما هي، ونبدأ من آخرها، فيتبين لنا شيئ جديد عن "وات" في عرضه للتاريخ، وبحثه في بواعث الأحداث، وأسبابها، فنبدأ بقوله: هناك مسائل كثيرة غامضة خاضعة للفرضيات، وعلى هذا القول، ما يلى:

١ - هذا دليل الإفلاس في عرض الوقائع، لأن "وات" لم يدع شاردة ولا واردة، يدين بها السيرة وصاحبها - مهما كانت موضوعة لا قيمة لها - إلا وذكرها وأشاد بها، وأكد بكل سبيل من سبله صحتها، وهنا لم يذكر واحدة من الكثير الغامض الذى ادعاه، لأنه لو كان لذكره، وما تغاضى عنه، حتى وإن لم يكن لاخترعه كما قال بلسانه: خاضعة للفرضيات، وكم رأينا افتراضه الكثير مما خطه، يكتب به تاريخاً من عنده، يعينه على استنباط ما أراد سلفاً وأعد.

٢ - لما لم يستطع دفع صحة وقائع وأحداث الوثيقة، بالأدلة التى تفصل القضايا، شكك فيها بهذا القول المجمل، والذى يستطيع كل أحد أن يرد به أي قول لا يتمكن من التصدى لصحته، فيرمى بقوله، ويجرى هناك مسائل كثيرة غامضة.

٣ - السؤال المنطقى، اللازم لما نحن فيه، هو أين الغموض في كثير من مسائل


(١) Mohammad at Medina p ٢٢٦ ، " وات"، محمد في المدينة، (٣٤٦ - ٣٤٧).
(٢) المصدر السابق ٢٢٧.

<<  <   >  >>