للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وولده وحاضره مستقبله، ويوم أن كانت كلمة المسلمين هي العليا وجدنا اليهود والنصارى آمنين لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وما دفعوا الجزية إلا لإسقاط فريضة الجهاد والدفاع عن الدولة أو الزكاة عنهم، والعكس، يوم استلم أمثال هؤلاء الحكم فعلوا بالمسلمين ما لا يخطر على بال الشيطان من أذى.

وإن رفع الظلم الذى حل بالمسلمين في تلك الأيام الكالحة في مكة، كان من أسباب شرع القتال، وهي علة للقتال مقبولة في كل زمان ومكان فإذا لم يرتفع الظلم إلا بصليل السيوف وصهيل الخيل فلابد منه، والمسلمون نهبت أموالهم وصودرت ممتلكاتهم، سلبت دورهم بعد كل ما لاقوا، ومن ثم جاء الإذن معللاً {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}، وإنهم ظلموا، وليس ذلك فقط بل هم الآن يُقاتلون كذلك، كان القتال الأول من بعوث وسرايا لمحاولة استرداد شيء من أموالهم التى استولت عليها قريش وكفكفة قريش عن مزيد من الأذى، وإظهار عهد الضعف بالتولى والإدبار مع رفع أي ظلم ممكن عن الباقين بمكة تحت سوط القهر والإذلال (١) إلى أن فرض الجهاد للناس كافة (٢).

بدء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الغزوات والسرايا:

عندما أذن الله لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالقتال، ومن معه من المؤمنين سارع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لإعداد العدة من رجال وعتاد وخطط مستغلين ذلك أحسن الاستغلال لتحقيق أهدافهم التى كانت نصب عين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.


(١) انظر لذلك محمد الغزالى، فقة السيرة (٢٠٨ - ٢٠٩)، والبوطى، فقة السيرة (١٣٣ - ١٣٤)، د. محمد أبو شهبة، السيرة (٧٦ وما بعدها)، د. أكرم العمرى، السيرة النبوية (٣٣٧ - ٣٣٨)، د. مهدى رزق الله، السيرة النبوية (٣٢٥ - ٣٢٧)، وغير ذلك.
(٢) الجهاد له مبحث مستقل إذا شاء الله.
- أطلق المؤرخون اسم (السرية)، على المجموعة من الجيش أو الجيش يقوده أحد أفراد المسلمين غير رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأطلقوا اسم (الغزوة)، على ما يقوده الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنفسة مجموعة أو جيشاً.

<<  <   >  >>