للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القبائل الموادعة للطرفين دون ذلك، وإن وقع تراشق بالسهام بين سرية عبيدة والقريشيين، ورمى سعد ابن أبى وقاص بسهم فكان أول سهم رمى به في الإسلام. (١)

واستمرت حملات المسلمين على الطريق التجارى لقريش فكانت غزوة بُواط (٢) إلى رضوى (٣) قرب ينبع في جمادى الأولى لإعتراض قافلة لقريش، ثم غزوة العُشَيرة (٤) (بينبع) في جمادى الأولى، ولم يقع قتال في رضوى والعشيرة، ولكن جرت موادعة بنى مدلج في العشيرة كانت هذه السرايا والغزوات تهديداً خطيراً لقريش، استهدف ضرب تجارتها ومحاربتها اقتصادياً لحملها على التفكير الجدى في ترك تماديها في سياسة الإيذاء والاضطهاد للمسلمين، وزحزحتها عن كونها حجر العثرة في سبيل الإيمان، وإن المحاصرات الاقتصادية، وضرب آلاتها اليوم من أشد وأنكى ما يقوم به المجرمون في حروبهم ضد بعضهم البعض، أو لحرب بلاد الإسلام، ثم ينكر مستشرقوهم هذه الحملات في حرب المسلمين لقريش، وأنها نوع من قطع الطريق، لقد قطعت اليوم كل الطرق البرية والبحرية والجوية، ومحاصرة الموانى كافة كنوع من أنواع الحرب والسيطرة، بل ذلك دأبهم من قديم، وإن وصف قطاع الطرق ولصوص الأوطان لأقل وصف يوصفون به هم وليس المسلمون.

غزوة (بدر الأولى / الصغرى) سَفَوَان:

أغار كرز بن جابر الفهرى في جمادى الآخرة عقب غزوة العشيرة على أطراف المدينة ونهب بعض الأبل والمواشى، وهرب بأقصى ما يستطيع، وخرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمطاردته حتى


(١) ابن هشام، السيرة (٢/ ١٧٤).
(٢) وهي جبال من جبال جهينة، من ناحية رضوى وهي قريب من ذى خشب، وبين بواط والمدينة نحو أربعة بُرُد.
(٣) ابن سعد، الطبقات (٢/ ٩٠٨)، وابن اسحاق - ابن هشام، السيرة النبوية (٢/ ١٧٦).
(٤) البخاري، الصحيح (٣٩٤٩)، ابن اسحاق - بن هشام، السيرة (٢/ ١٧٧).

<<  <   >  >>