للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْعُرْفِ}، وهذا معنى قول جعفر بن محمد: "في هذه الآية أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها" (١).

ومع الكلام عن أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأخلاقيات الإسلام يثور السؤال، وماذا عن الجهاد في الإسلام؟ مع تشعبات كثيرة تنبثق منه، أو تحيط به، خاصة من المستشرقين (٢) المجاهرين بالعداوة، والسوء من القول. وشهرة ما قالوا، وما يقولون غنيٌ عن تسويد الصفحات به.

ونواصل السير مع الترتيب الزمني لنزول القرآن الكريم، لنستكشف به مواضع ثناء الله تعالى على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وليوضح تكامل هذا الثناء من عدمه، بما يدل على صدق الرسول وصحة الرسالة - أي فيما ادعاه من الوحي، ومدى تطابق هذا المدح مع الواقع الذي كان فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأن ذلك لم يتخلف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أن لقي الله تعالى، بل على العكس، كان في ازدياد مما جبله الله عليه من كل خلق كريم إلى آخر أنفاسه الطاهرة في هذه الحياة، ثم نقارن كما هي العادة النصوص، ونبين ترابطها؛ ليظهر التناسق والاكتمال فيها. هذا الواقع الذي لم يدفعه أحد بدليل يُنظر فيه فضلاً عن أن يناقش، مما يعري - وهي عارية أصلاً - تلك الافتراءات عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (٣)


(١) انظر السابق.
(٢) ذكرت من قبل أن ليس فيهم منصف، بل هم رأس حربة الحروب الصلبية، والغزو العسكرى والفكرى لبلاد الإسلام، فكل كلامهم، أو كلام كلهم محل ريبة وتحفظ وشك وسوء الظن.
(٣) أي في كلام المستشرقين وأذنابهم.

<<  <   >  >>