تناسق بديع، يجعل من المقارنة هنا مجالاً لاستنباط معانٍ جديدة ومهمة في إبراز جدية البحث وجدته.
فنقارن ما نزل في سورة القلم الذي سبق ذكره بما في سورة الضحى التي وقفنا عندها آنفاً، وأول ما يتبدى من المقارنة هو أن أول ما نزل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الثناء، ذلك الثناء العظيم في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤] في سورة القلم، فإذا ما قارنَّاه بقول في سورة الضحى بقوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣)} [الضحى: ٣] نرى التناسب الذى ينبنى بعضه على بعض، فلا يعقل أن يقال له إنك أعلى صاحب خلق وأعظمه، ثم يقال له: لقد ودعك ربك وأبغضك، فكانت الأولى دليلاً على بعد الثانية عقلاً وواقعاً.