للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتراض للتنويه بشأنه.

وفي القول الثاني نختم بكلام الزمخشري ذاته حيث يقول في "الكشاف": (وهذه الآية بنظمها الذي رتبت عليه من إيقاع الغاضين أصواتهم اسمًا لـ {إِنَّ} المؤكدة وتصيير خبرها من مبتدأ وخبر معرفتين معًا، والمبتدأ اسم الإشارة، واستئناف الجملة المستودعة ما هو جزاؤهم على عملهم، وإيراد الجزاء نكرة مبهمًا أمره؛ ناظرة في لدلالة على غاية الاعتداد والارتضاء لما فعل الذين وقروا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي الإعلام بمبلغ عزة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقدر شرف منزلته.) (١)

وهذا الوعد والثناء يشملان ابتداء أبا بكر وعمر إذ كان كلاهما يكلم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كأخي السرار (٢)، والباقي كل حسب سلوك واجب الأدب معه ولا تعليق بعد هذا الكلام إلا بالأسى والحزن مرة أخرى لما وصل إليه حالنا، وما ينبغي للمؤمنين فيه من معاودة الكرة بالرجوع إن كانوا صادقين إلى محبته وسنته وتعظيم قدره، ورفع راية شريعته، ليعود إليهم مجدهم، {إِن اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].


(١) الزمخشري محمود جار الله "الكشاف" (٦/ ٣٦٤).
(٢) انظر الطاهر بن عاشور "التحرير والتنوير" (٦/ ٢٢٣).

<<  <   >  >>