وقد شاع عند بعض الناس أن ذلك تَدخُّلاً في شؤون الغير؛ وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان، فعن أبي بكر رضي الله عنه قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية:{يَا أيُها الَّذِينَ أمنُوا عَلَيكُم أَنَفُسَكُم لَا يَضُرُكُم مَّن ضَلّ إذَا اهتَدَيتُم} وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابٍ مِنْهُ»[رواه أبو داود وغيره].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ (١)، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» [رواه مسلم].
نسأل الله أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، نكتفي بهذا القدر، ونتحدث في الدرس القادم -بمشيئة الله- عن الأخلاق في الإسلام.
(١) والإنكار بالقلب يكون: ببُغض المنكَر، ومفارقة المكان الذي فيه المنكَر إن استطاع.