للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى بالعبادة، فلا نَصرف شيئًا من العبادة لغير الله - سبحانه وتعالى -، ونتبرأ من كل ما يُعبد من دونه - عز وجل - وهذا هو مقتضى شهادةِ أن لا إله إلا الله.

والعبادة التي يجب ألا تُصرف إلا لله وحده تشمل: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فتشمل: الصلاة والدعاء والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والخوف والرجاء وغيرها.

- وتوحيد الألوهية ويُسمى كذلك توحيد العبادة، هو الأصل في جميع الرسالات السماوية، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا الله وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦] قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «معنى الطاغوت: ما تجاوز به العبدُ حدَّه من معبود أو متبوع أو مُطاع»، وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: «والطواغيت كثيرون. ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عُبِد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادّعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله» (١).

٤ - ومما يتضمنه الإيمان بالله: الإيمان بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا، وذلك بأن نؤمن بما أثبته الله - عز وجل - لنفسه وما أثبته له نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به - عز وجل -، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل (٢)، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] فنفى التمثيل


(١) ثلاثة الأصول وأدلتها، للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
(٢) التحريف: صرف اللفظ عن المعنى الذي يدل عليه بدون دليل، والتعطيل: نفي صفات الله أو أسمائه، والتكييف: اعتقاد أن صفات الله على كيفية معينة مما تتخيله العقول، والتمثيل: اعتقاد مماثلة أي شيء من صفات الله لصفات المخلوقين.

<<  <   >  >>