نتحدث في هذا الدرس عن الركن الرابع من أركان الإيمان، وهو:
الإيمان بالرسل: وذلك بأن نؤمن بأن الله تعالى بَعَثَ في كلِّ أمة رسولًا منهم، يدعوهم إلى عبادةِ الله وحده لا شريك له واجتنابِ عبادةِ الطاغوت، وأن الرُّسلَ كلهم أَتْقياء أُمَناء، هُداة مُهْتدون، وأنهم بَلّغوا جميع ما أَرسَلَهُم الله به، فلم يكتموا ولم يُغيّروا، ولم يَزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفًا ولم ينقصوه، قال تعالى:{رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء: ١٦٥]، وقال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا الله وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل: ٣٦].
- ونؤمن -على التخصيص- بمن سمَّى الله منهم، كمحمدٍ وإبراهيمَ وموسَى وعيسَى ونوحٍ وغيرهم من الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام.
- ومن كذّب برسالةِ واحد منهم فقد كفر بالجميع، ولذا قال الله تعالى:{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}[الشعراء: ١٠٥] وقال: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ}[الشعراء: ١٢٣] ومعلوم أن كل أمة كذبت برسولها، إلا أن التكذيب برسولٍ واحدٍ هو تكذيبٌ بجميع الرسل باعتبار وَحدة الدين ووَحدة المُرسِل - عز وجل -.
- وقد ختم الله عز وجل الرّسل بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ