للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"واغلامَ زيداهْ" حذفوا التنوين حيث كانت زيادةٌ في الاسم لا تنفصل منه كما أن حرف الندبة زيادةٌ تلحق آخره لا تنفصل منه.

فلما اجتمعا في هذا المعنى حذف الأول وعاقبه الثاني.

فكما أن الأول وإن عاقب الثاني مراد في اللفظ؛ لأن الاسم المنصرف لا يُمْنَعُ من تنوينه، كذلك النون تكون هنا مُرادةً، وفي نية الثبات كما تكون هنا في نية الثبات.

وإذا كان كذلك كانت علامة الضمير في موضع نصب.

فإن قلت: إن النون في هذا الباب إذا حذفت من اللفظ عاقبتها الإضافة فانجر الاسم بها، وإن كان في المعنى منصوباً. ألا ترى أنهم قالوا [زيدُ غدٍ] لما حذفوا النون جروا، وإن كانت النون مرادة في المعنى، فكذلك النون في "الضارباك" و"الضاربوه" إذا حذفت عاقبتها الإضافة؛ لأن المضمر قد عاقب النون كما عاقبها المظهر في "الضاربا زيدٍ" ونحوه، والمضمر -هنا- يعتبر بالمظهر كما اعتبرته بالمظهر في "الضاربُهُ" /٨٤ ب فحكمت بنصب الهاء من حيث كان المظهر في موضع نصب.

فهو وجه ومذهب، والأول عندي الوجه؛ لأن المضمر ليس كالمظهر.

فأما من أجاز الجر في المظهر إذا أضاف اسم الفاعل الداخلتَهُ لامُ المعرفة فمخطئ. ألا ترى أنه لا نون هنا ثابتة تعاقبها الإضافة كما كان ذلك في التثنية

<<  <  ج: ص:  >  >>