للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَنْتُمْ سِيُومٌ بِأَرْضِي. يَعْنِي أَنْتُمْ آمِنُونَ. وَقَالَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا أَرْسَلُوا هَدَايَا إِلَيْهِ وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَرُدَّ هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا: " هَؤُلَاءِ فَارَقُوا دِينَنَا وَخَالَفُوا دِينَكَ ".

وَفِي الصَّحِيحِ، حَدِيثُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الَّذِي تَرْوِيهِ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي بَدْءِ الْوَحْيِ، قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ مِنَ النَّوْمِ، وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءَ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتَ الْعَدَدِ - إِلَى أَنْ قَالَتْ - فَأَتَتْ بِهِ خَدِيجَةُ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، وَكَانَ قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، فَقَالَتِ: اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، لَيْتَنِي

<<  <  ج: ص:  >  >>