للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَّهُ انْطُلِقَ بِهِمْ إِلَى الْمَلِكِ وَأَنَّهُمْ وَجَدُوا عِنْدَهُ شِبْهَ الرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ مُذَهَّبَةً، وَإِذَا فِيهَا أَبْوَابٌ صِغَارٌ فَفَتَحَ فِيهَا بَابًا، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ، وَذَكَرَ صِفَةَ آدَمَ ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً، وَفِيهَا صُورَةُ نُوحٍ ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ أَرَاهُمْ حَرِيرَةً فِيهَا صُورَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: هَذَا آخِرُ الْأَبْوَابِ لَكِنِّي عَجَّلْتُهُ؛ لِأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ ثُمَّ فَتَحَ أَبْوَابًا أُخَرَ، وَأَرَاهُمْ صُورَةَ بَقِيَّةِ الْأَنْبِيَاءِ؛ مُوسَى، وَهَارُونَ، وَدَاوُدَ، وَسُلَيْمَانَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - وَصِفَةَ لُوطٍ، وَصِفَةَ إِسْحَاقَ، وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا عِنْدَهُمْ قَدِيمًا مِنْ عَهْدِ آدَمَ، وَأَنَّ دَانْيَالَ صَوَّرَهَا بِأَعْيَانِهَا.

وَرُوِيَ مِثْلُ هَذَا عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ مِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَلِكِ النَّصَارَى، أَخْرَجَ لَهُ صُوَرَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَخْرَجَ لَهُ صُورَةَ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَرَفَهَا.

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ: نَفْسُ إِخْبَارِهِ بِذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَاسْتِشْهَادُهُ بِأَهْلِ الْكِتَابِ وَإِخْبَارُهُ بِأَنَّهُ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِهِمْ، مِمَّا يَدُلُّ الْعَاقِلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>