للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ، وَقِصَّةِ الَّذِي أَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ، ثُمَّ بَعَثَهُ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْوَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

إِلَى أَنْ ذَكَرَ قِصَّةَ زَكَرِيَّا وَابْنِهِ يَحْيَى، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَحْوَالِ الْمَسِيحِ وَآيَاتِهِ، وَدُعَائِهِ لِقَوْمِهِ، وَالْآيَاتِ الَّتِي بُعِثَ بِهَا، وَتَفَاصِيلِ ذَلِكَ، وَذَكَرَ قِصَّةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَقِصَّةَ ذِي الْقَرْنَيْنِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْكُفَّارِ مُفَصَّلَةً مُبَيَّنَةً بِأَحْسَنِ بَيَانٍ وَأَتَمِّ مَعْرِفَةٍ، مَعَ عِلْمِ قَوْمِهِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ أَحْوَالَهُ مِنْ صِغَرِهِ إِلَى أَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ: أَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ هَذَا مِنْ بَشَرٍ، بَلْ لَمْ يَجْتَمِعْ هُوَ بِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ يَعْرِفُ ذَلِكَ، وَلَا كَانَ عِنْدَهُمْ بِمَكَّةَ مَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ، لَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَلَا غَيْرُهُمْ.

فَكَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْآيَاتِ وَالْبَرَاهِينِ لِقَوْمِهِ بِأَنَّ هَذَا إِنَّمَا أَعْلَمَهُ بِهِ وَأَنْبَأَهُ بِهِ اللَّهُ، وَمِثْلُ هَذَا الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ مَنْ أَخَذَ عَنْ نَبِيٍّ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ هُوَ أَخَذَهُ عَنْ نَبِيٍّ، تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا.

، ثُمَّ سَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ ذَلِكَ مِنْ بَشَرٍ، مِنْ طُرِقٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّ قَوْمَهُ الْمُعَادِينَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَحْرَصِ النَّاسِ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>