للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمْعَ يَكْذِبُ فِيمَا يُلْقِيهِ، بَلْ قَدْ يَصْدُقُ أَحَدُهُمْ فِيمَا يُلْقِيهِ مِنَ السَّمْعِ وَيَسْتَرِقُهُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَكْذِبُونَ، وَالَّذِي يَصْدُقُ مِنْهُمْ مَرَّةً يَكْذِبُ مَرَّاتٍ، وَالَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ أَفَّاكٌ أَثِيمٌ.

فَالْفَرْقُ بَيْنَ الصَّادِقِ الْبَارِّ الَّذِي يَأْتِيهِ الْمَلَكُ، وَالْكَاذِبِ الْأَثِيمِ الَّذِي يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ، فَرْقٌ بَيِّنٌ، يُعْرَفُ بِأَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِحَالِ الِاثْنَيْنِ، وَلَمَّا كَانَ الْكَاهِنُ الَّذِي يَأْتِيهِ شَيْطَانٌ قَدْ يُخْبِرُ بِبَعْضِ الْأُمُورِ الْغَائِبَةِ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ - وَإِنْ صَدَقَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ - كَاذِبًا فَاجِرًا، وَالَّذِي يَأْتِيهِ بِالْكَذِبِ، فَلَا يَشْتَبِهُ بِمَنْ لَا يَكْذِبُ وَلَا يَفْجُرُ، وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ النَّبِيَّ لَا يَكُونُ إِلَّا بَارًّا مَعْصُومًا أَنْ يُصِرَّ عَلَى ذَنْبٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>