للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا يُعْلَمُ إِلَّا بِخَبَرِ نَبِيٍّ. فَإِذَا كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ أُخْبِرَ مِنْ ذَلِكَ بِمَا أُخْبِرَ بِهِ مُوسَى وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَأُخْبِرَ بِمَا يَعْلَمُونَهُ مِمَّا لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا بِالتَّعَلُّمِ مِنْهُمْ، وَقَدْ عُرِفَ أَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَتَعَلَّمْ هَذَا مِنْ بَشَرٍ، كَانَ هَذَا آيَةً وَبُرْهَانًا قَاطِعًا عَلَى نُبُوَّتِهِ،. ثُمَّ الْعِلْمُ بِأَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَتَعَلَّمْ هَذَا مِنْ بَشَرٍ يَحْصُلُ فِي حَيَاتِهِ، أَمَّا قَوْمُهُ الْمُبَاشِرُونَ لَهُ، الْخَبِيرُونَ بِحَالِهِ، فَكَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ هَذَا مِنْ بَشَرٍ، فَقَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ بِذَلِكَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَالَهُ إِلَّا بِالسَّمَاعِ فَيَعْلَمُ ذَلِكَ بِطُرُقٍ:

مِنْهَا: تَوَاتُرُ أَخْبَارِهِ، وَكَيْفَ كَانَ؟ مِنْ حِينِ وُلِدَ إِلَى أَنْ مَاتَ كَمَا هِيَ مُسْتَفِيضَةٌ مَشْهُورَةٌ مُتَوَاتِرَةٌ، يَعْلَمُهَا مَنْ كَانَ لَهُ خِبْرَةٌ بِذَلِكَ، أَعْظَمَ مِمَّا يَعْلَمُ بِهِ حَالَ مُوسَى وَعِيسَى، فَإِنَّ مُحَمَّدًا ظَهَرَ أَمْرُهُ، وَانْتَشَرَتْ أَخْبَارُهُ، وَتَوَاتَرَتْ أَحْوَالُهُ، أَعْظَمَ مِنْ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ. فَمَا بَقِيَ مَا دُونَ هَذَا مِنْ أَحْوَالِهِ يَخْفَى عَلَى النَّاسِ فَكَيْفَ مِثْلُ هَذَا؟ !

وَمِنْهَا: أَنَّهُ أُخْبِرَ فِي الْقُرْآنِ بِمَا لَا يُوجَدُ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ، مِثْلُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>