للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ تَعَالَى: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: ١٩٥] .

وَقَوْلُهُ:

{يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} [الممتحنة: ١] .

وَجَمِيعُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ آمَنُوا بِهِ طَوْعًا وَاخْتِيَارًا، قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ أَحَدٌ بِقِتَالٍ.

فَإِنَّهُ مَكَثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً لَا يُقَاتِلُ أَحَدًا، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِقِتَالٍ، بَلْ كَانَ لَا يُكْرِهُ أَحَدًا عَلَى الدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: ٢٥٦] .

وَكَانُوا خَلْقًا كَثِيرًا، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْخَلْقَ الْكَثِيرَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا شَخْصًا قَدْ جَاءَ بِدِينٍ لَا يُوَافِقُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ وَيَتَّبِعُوهُ، وَيُفَارِقُوا دِينَ آبَائِهِمْ، وَيَصْبِرُوا عَلَى عَدَاوَةِ النَّاسِ وَأَذَاهُمْ، وَيَهْجُرُوا لِأَجْلِهِ مَا تَرْغَبُ النُّفُوسُ فِيهِ مِنَ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَطَنِ، وَهُوَ - مَعَ

<<  <  ج: ص:  >  >>