للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَذَلِكَ مَنْ ذَكَرَ أَنَّ الْمَسِيحَ جَاءَهُ فِي الْيَقَظَةِ وَخَاطَبَهُ بِأُمُورٍ ; كَمَا يُذْكَرُ عَنْ بُولِسَ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ صَادِقًا كَانَ ذَلِكَ الَّذِي رَآهُ فِي الْيَقَظَةِ وَقَالَ: أَنَّهُ الْمَسِيحُ، شَيْطَانًا مِنَ الشَّيَاطِينِ ; كَمَا جَرَى مِثْلُ ذَلِكَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ.

وَالشَّيْطَانُ إِنَّمَا يُضِلُّ النَّاسَ وَيُغْوِيهِمْ بِمَا يَظُنُّ أَنَّهُمْ يُطِيعُونَهُ فِيهِ فَيُخَاطِبُ النَّصَارَى بِمَا يُوَافِقُ دِينَهُمْ وَيُخَاطِبُ مَنْ يُخَاطِبُ مِنْ ضُلَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِمَا يُوَافِقُ اعْتِقَادَهُ وَيَنْقُلُهُ إِلَى مَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ فِيهِ بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ.

وَلِهَذَا يَتَمَثَّلُ لِمَنْ يَسْتَغِيثُ مِنَ النَّصَارَى بِجِرْجِسَ فِي صُورَةِ جِرْجِسَ أَوْ بِصُورَةِ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ النَّصَارَى مِنْ أَكَابِرِ دِينِهِمْ، إِمَّا بَعْضُ الْبَطَارِكَةِ، وَإِمَّا بَعْضُ الْمَطَارِنَةِ، وَإِمَّا بَعْضُ الرُّهْبَانِ، وَيَتَمَثَّلُ لِمَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ مِنْ ضُلَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِشَيْخٍ مِنَ الشُّيُوخِ فِي صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ ; كَمَا تَمَثَّلَ لِجَمَاعَةٍ مِمَّنْ أَعْرِفُهُمْ فِي صُورَتِي وَفِي صُورَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ الَّذِينَ ذَكَرُوا فِيَّ ذَلِكَ وَيَتَمَثَّلُ كَثِيرًا فِي صُورَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>