عام ١٥٤٣ أي بعد تاريخ القرآن بألف سنة وقرر أن ما يظهر للناس من حركة الشمس والنجوم إنما هو ناتج من دوران الأرض، وقد اتهمه رجال الدين عندئذ بالكفر والمروق عن الدين، وتوالت بعد ذلك أبحاث علماء الفلك حتى وصلوا إلى ما قرره القرآن الكريم، وليس هناك أبلغ ولا أدق مما يقوله حجة علم الفلك العالم "سيمون" من أن أعظم الحقائق التي اكتشفها العقل البشري في كافة العصور هي حقيقة أن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء نحو برج النسر بسرعة غير معهودة لنا على الأرض يكفي لتصويرها أننا لو سرنا بسرعة مليون ميل يوميا فلن تصل مجموعتنا الشمسية إلى هذا البرج إلا بعد مليون ونصف المليون سنة من وقتنا الحاضر. أليست هذه إحدى معجزان القرآن العلمية؟
والجواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال أن الظاهر من صنيع الصواف حيث ذكر المشرق والمغرب، والمشرقين والمغربين، والمشارق والمغارب، ثم عقب ذلك برأي "كوبرنيكس وسيمون" أنه يرى أن المشرق والمغرب والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب - للأرض؛ لأنها هي التي تدور على الشمس على حد زعمهم الكاذب وتقريرهم الفاسد الذي ذكره ههنا عن "كوبرنيكس" وهو أن ما يظهر للناس من حركة الشمس والنجوم إنما هو ناتج من دوران الأرض، وهذا من قلب الحقيقة ومن الإلحاد في آيات الله تعالى وتحريف الكلم عن مواضعه.
الوجه الثاني: أن يقال ليس في الآيات التي ذكر الله فيها المشرق والمغرب والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب ما يدل على حركة الأرض ودورانها بوجه من الوجوه، وإنما هي حجة على من أنكر جريان الشمس في الفلك وسيرها من المشرق إلى المغرب كل يوم، وسواء من زعم أنها ساكنة لا تتحرك أصلا