ومن زعم أنها ثابتة على محورها ومتحركة حول هذا المحور مثل المروحة السقفية الكهربائية، ومن قال أنها ومجموعتها تجري في الفضاء بسرعة عظيمة نحو برج النسر. ومن قال أنها ونظامها تنهب الفضاء نهبا بسرعة عظيمة متجهة نحو برج هركيوليس، فكل هؤلاء متخرصون وضالون عن الحق، وفي الآيات التي أشرنا إليها أبلغ رد عليهم.
وقد قال الله تعالى {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَاتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَاتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} وقال تعالى {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} الآية. ثم قال تعالى {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} فذكر تبارك وتعالى في الآية الأولى أنه يأتي بالشمس من المشرق، وأضاف في الآية الثانية والآية الثالثة المطلع والمغرب إليها فدل على أن المراد بالمشرق والمغرب عند الإطلاق مشرق الشمس ومغربها، وكذلك المراد بالمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب، وهذا أمر معلوم بالضرورة عند كل عاقل كما أنه معلوم بالمشاهدة أيضا، وقد قرر ذلك المفسرون وأئمة اللغة.
قال ابن كثير في تفسير سورة الرحمن عند قوله تعالى {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}: يعني مشرقي الصيف والشتاء ومغربي الصيف والشتاء. وقال في الآية الأخرى {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}: وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم وبروزها منه إلى الناس. وقال في الآية الأخرى {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}: وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب.
وقال أيضا في تفسير سورة الصافات: وقال تعالى في الآية الأخرى {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} يعني في الشتاء والصيف للشمس والقمر.