للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دوران الأرض، يقتضي أن يكون قد مضى على الأرض ثمانية آلاف وستمائة وأربعون مليون سنة منذ خلقت، أو منذ انفصالها عن الشمس على حد تعبيرهم الخاطئ وظنهم الكاذب، وهذا من الرجم بالغيب.

وقد قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وقال تعالى {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} وقال تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.

وقد ذكر ابن قتيبة في كتاب المعارف أن آدم عليه السلام عاش ألف سنة، وكان بينه وبين الطوفان ألفان ومائتان واثنتان وأربعون سنة، وبين الطوفان وبين موت نوح عليه السلام ثلاثمائة وخمسون سنة، وبين نوح وإبراهيم ألف وأربعون سنة، وبين إبراهيم وموسى تسعمائة سنة، وبين موسى وداود خمسمائة سنة، وبين داود وعيسى ألف سنة، وبين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين ستمائة وعشرون سنة، فكان من عهد آدم إلى محمد سبعة آلاف وثمانمائة واثنتان وخمسون سنة على ما ذكره ابن قتيبة. وقد مضى منذ ولد - صلى الله عليه وسلم - إلى سنتنا هذه وهي سنة ١٣٨٨ هـ ألف سنة وأربعمائة وإحدى وأربعون سنة، فيكون منذ خلق آدم إلى هذه السنة تسعة آلاف ومائتان وثلاث وتسعون سنة، وهذا يعارض ما تخرص به الفلكيون من طول المدة التي مضت على الأرض منذ خلقت إلى الآن.

وما ذكره ابن قتيبة في تحديد المدة التي كانت منذ خلق آدم إلى أن ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مما لا ينبغي الجزم به؛ لأن ذلك لم يثبت عن

<<  <   >  >>