المعصوم صلوات الله وسلامه عليه. ومع هذا فهو أقرب إلى الصواب مما تخرصه أعداء الله وتوهموه بعقولهم الفاسدة.
وإذا علم هذا فالواجب على المسلمين الإعراض عن أعداء الله تعالى وعن تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة؛ لأن الله تعالى قد حذر منهم وأمر بالإعراض عنهم فقال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} وقال تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}.
الوجه الخامس: أن ما قرره في هذا الموضع يقتضي أن الدنيا لا تزال باقية على الأبد، وأنه ليس هناك قيامة ولا بعث ولا آخرة، وقد قرر هذا المعنى في صفحة ١١٧ حيث قال عن القرآن أنه كتاب أبدي سرمدي أنزل للخلود والبقاء وليكون دينا أبديا للإنسانية جمعاء. انتهى.
والآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة في إثبات القيامة والمعاد أكثر من أن تحصر.
وقد قال الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وقال تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} وقال تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} وقال تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} وفي هذه الآيات أبلغ رد على ما ذكرنا من تخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة.
الوجه السادس: أن الصواف قد نقض ما قرره في هذا الموضع بما قرره في