للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} وقال تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} الآيات.

فأما قبل يوم القيامة فهي كما قلنا لا تزال واقفة ثابتة، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على وقوفها وثباتها وأجمع المسلمون على ذلك، وأجمع على ذلك أهل الكتاب أيضا، وقامت على ذلك الأدلة العقلية الصحيحة، وقد ذكرت ذلك مستوفى في أول الصواعق الشديدة فليراجع هناك، وما زعمه الخراصون من أن الأرض لابد أن تقف يوما فهو مردود بما ذكرنا من الأدلة على وقوفها منذ أرسيت بالجبال إلى أن تقوم الساعة.

الوجه الثالث: قولهم أنه عند وقوفها يصبح الوجه المقابل للشمس نهارا دائما والوجه البعيد عنها ليلا دائما.

جوابه أن يقال إنما يكون هذا لو وقفت الشمس عن حركتها وجريانها في الفلك، وهي لا تقف إلى يوم القيامة كما قال الله تعالى {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} قال: أبو الفرج ابن الجوزي في تفسيره أي إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا.

وقال: ابن كثير في قوله {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} قال: القرطبي المعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران، وقال: ابن كثير أي لا يفتران، ولا يقفان إلى يوم القيامة انتهى.

وإذا علم هذا فما تخرصه أعداء الله من وقوف الأرض ودوام النهار

<<  <   >  >>