ابن مسعود وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم من النص على أن الشمس والنجوم كلها في السماء الدنيا، فلا ريب أنه ليس شيء من الكواكب يقارب عشر عشر الشمس في كبر الحجم وشدة الضياء، فضلا عن أن تكون الملايين منها أضخم من الشمس حجما وأكثر تألقا - أي أشد إضاءة - ولو كان الأمر على ما يزعمه الصواف وأشباهه من أتباع أهل الهيئة الجديدة لكانت السماء الدنيا مملوءة من الشموس العظام ولكان ضوؤها يطمس ضوء الشمس ونور القمر؛ بل لو كان الأمر على ما زعموه لاحترق ما بين الخافقين ولم يمكن أن يعيش على الأرض شيء من شدة حرارة الشموس المزعومة. ولم يكن عند أهل الأرض ليل أبدا؛ بل يكون النهار دائما سرمدا من كثرة الشموس التي تعد عندهم بالملايين.
وفساد قول أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم في تعدد الشموس لا يخفى إلا على من ختم الله على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، وقد استوفيت الرد عليه في الصواعق الشديدة في المثال الحادي عشر من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة فليراجع هناك.
وأيضا فقد قال الله تعالى {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} قال: البغوي في تفسيره {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا} يعني الشمس {وَهَّاجًا} مضيئا منيرا. قال: الزجاج الوهاج الوقاد، وقال: مقاتل جعل فيه نورا وحرارة والوهج يجمع النور والحرارة.
وقال: ابن كثير على قوله تعالى {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} يعني الشمس المنيرة على جميع العالم التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم. انتهى.
وقال: الراغب الأصفهاني الوهج حصول الضوء والحر من النار، والوهجان كذلك {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} وتوهج الجوهر تلألأ.