وقال: ابن منظور في لسان العرب والوهج والوهج والوهجان والتوهج حرارة الشمس والنار من بعيد، والوهج بالتسكين مصدر وهجت النار تهج وهجا ووهجانا إذا اتقدت. انتهى.
وقال الله تعالى مخبرا عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}.
قال: البغوي في قوله {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}، قال: الحسن يعني في السماء الدنيا {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} مصباحا مضيئا.
وقال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}، قال: أبو الفرج بن الجوزي في تفسيره المراد بالسراج الشمس. قال وقال: الماوردي لما اقترن بضوء الشمس وهج حرها جعلها لأجل الحرارة سراجا ولما عدم ذلك في القمر جعله نورا.
وقال: ابن كثير على قوله {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا} وهي الشمس المنيرة التي هي كالسراج في الوجود كما قال تعالى {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا}. انتهى.
وفي التفسير المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله {وَجَعَلَ فِيهَا} في السماء {سِرَاجًا} شمسا مضيئة لبني آدم بالنهار {وَقَمَرًا مُنِيرًا} مضيئا لبني آدم بالليل. انتهى وفي هذه الآية والآيتين قبلها أوضح دليل على أنه ليس في الوجود سوى شمس واحدة جعلها الله سراجا للعالم.
وفي هذه الآيات أبلغ رد على ما يهذو به أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم من وجود الملايين من النجوم التي يزعمون أنها أكبر من الشمس حجما وأشد إضاءة.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سوراه لطمس ضوؤه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم».