انتهى ما نشر في الجريدة من التخرص والهذيان الذي يشبه هذيان المجانين، ولا يروج هذا الهذيان إلا على من أضله الله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة.
وقد قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}، وقال تعالى {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ}، وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}، وقال تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} الآية.
ومن مفاتيح الغيب التي استأثر الله بعلمها علم ما يكون في المستقبل. فلا يعلم ما يكون في المستقبل إلا الله أو من أظهره الله على ذلك من المرسلين؛ كما قال تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية.
وروى الإمام أحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله؛ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وروى الإمام أحمد أيضا بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسؤاله عن الإيمان والإسلام والإحسان وعن الساعة نحوه أيضا.